الاستراتيجية مهمة في العمل، أليس كذلك؟

إن الاستراتيجية تعد الأساس لنا كأصحاب أعمال لكل ما سيتم بناء المنشأة عليه. تساعدنا الاستراتيجية على التعريف بعملنا وبناء مجموعة من القيم وتعطي لنا الطريق لتحديد الغرض أو الهدف من وجود المنشأة. وتساعدنا أيضا على فهم كيف يكون النجاح ومتى يكون هذا العمل ناجح. فهي توفر خارطة طريق للعمل وتبين لنا وجهتنا وتحدد الأوقات الجيدة والأوقات التي ينبغي فيها التوقف والتغيير وإكمال المسار. بشكل عام، من يستطيع أن ينطلق في رحلة دون أن يكون لديه فكرة عن المكان الذي يرغب في التوجه إليه أو كيف سيصل إلى هناك؟

من المستغرب في عالم الأعمال أنه وفقا لدراسة استقصائية أجريت مؤخرا من قبل باركليز، فإن نسبة 47٪ من أصحاب الأعمال الصغيرة ليس لديهم استراتيجية رسمية يتم تطبيقها لدعم نمو أعمالهم. ومن هذه النسبة هناك 25% لديهم خطة عمل غير رسمية ( شفهية )، في حين أن 23 في المائة ليس لديهم أي خطة على الإطلاق.

 

لماذا يتم غالبًا نسيان استراتيجية العمل؟

تقريبا كل أصحاب الأعمال الذين تم مقابلتهم لديهم أشبه ما يكون برؤية لأعمالهم في عقولهم ، لكن هذه الرؤية تكون غالبًا غير معلنة وغير واضحة – فهي فقط فكرة أو معتقد غير واعي. ومع ذلك ، فإن هذا الاعتقاد يدفعهم إلى النمو والإنجاز. في الأيام والأشهر الأولى للمنشأة ، يمكن أن يكون هذا المعتقد إضافة إلى الطاقة الغير محدودة والحماس والعمل الجاد كافياً لتحقيق بعض النجاحات.

مع مرور الوقت وحين يصبح صاحب العمل منشغل أكثر بنشاطات الشركة، يجد العديد منهم أنه ليس لديهم الوقت لترك هذه النشاطات اليومية والتفكير في وضع استراتيجية طويلة الأجل. يصبح جانب التخطيط بالنسبة لهم ليس بأولوية وليس لديهم وقت يمكن تخصيصه لمثل هذه المهمة.

تتفاقم المشكلة إذا بدأت المشاكل بالظهور، فيمكن للمبيعات أن تتراجع أو ترتفع التكاليف أو تشتد المنافسة. يبدأ العمل في المعاناة والانحدار. الوقت بالنسبة لأصحاب الأعمال في هذه المواقف هو أثمن السلع، وينفق أغلبه في مواجهة وعلاج التحديات والمشكلات القائمة. يشعر العديد من أصحاب الأعمال أنهم على ظهر سفينة دون أن يعلموا في أي اتجاه يمكن أن تسير ولا أين سترسو بهم. في هذه المرحلة غالبا ما يفقد أصحاب الأعمال السيطرة حتى على العمليات الأساسية في العمل والتي تشغل أغلب أوقاتهم ويفقدوا القدرة على معرفة أين يمكن أن تصل بهم هذه التحديات. كل هذا يمكن تجنبه.

 

حان وقت الاستراتيجية

معظم أصحاب الأعمال الناجحين الذين صادفتهم نجحوا على وجه التحديد لأنهم قضوا بعض الوقت خارج نطاق العمل اليومي وبدأوا في التفكير في وضع استراتيجية وخطة عمل رسمية. إنهم يفهمون قيمهم والغرض من وجود أعمالهم ويستطيعون إدراك ذلك في علاقتهم مع عملائهم. هناك مجموعة من الأهداف المالية التي يسعون لتحقيقها ويفهمون الوسائل اللازمة للوصول لها. ويعرفون المخاطر التي قد يواجهونها ولديهم خطة لتقليلها – أو حتى تحويلها إلى فرص.

الأهم من ذلك كله أنهم يفهمون نقطة اختلافهم الفريدة. الشيء الذي يمنحهم ميزة تنافسية مستدامة، مما يجعلهم يمثلون قيمة حقيقية لقاعدة عملائهم الأساسية. ولأنهم يدركون ذلك ، فإنهم يعرفون قيمة عملائهم ويعرفون كيفية الوصول إليهم. 

إنشاء إستراتيجية أعمال ليس بالأمر الصعب ، لكن الأمر يحتاج إلى القليل من الوقت والتركيز للوصول إلى التوجه والقرار الصحيح. لا يكون الأمر بهذه السهولة دائمًا عندما تكون مشغولًا بإدارة أعمالك ، خاصةً عندما تكون لديك عدد من الأمور العاجلة والمهمة. أنا دائمًا أوصي أصحاب الأعمال بمحاولة تخصيص بعض الوقت للخروج من جدول المهام اليومية والتفكير فيما يريدون فعلاً الحصول عليه. إن تخصيص هذا الوقت هو الخطوة الأولى،  ولم أصادف صاحب عمل أبدى أسفه لمثل هذا القرار.

 

لمزيد من المعلومات

في عيادات الأداء –  يمكننا مساعدتك كصاحب عمل على اتخاذ هذه الخطوة، وذلك من خلال مساعدتك في التخطيط لكسب المزيد من الوقت لقضاءه للتخطيط لعملك بدلا من قضاء أغلب الوقت في ممارسة مهام عملك اليومية، يمكن أن نعمل معك على بناء استراتيجية لتنمية عملك، والأهم من ذلك، تنفيذ هذه الاستراتيجية على أرض الواقع.

يمكنك مراسلتنا على البريد الالكتروني info@bp-clinic.com

مترجم – مراجعة المستشار / عدنان بن حمد