طوال السنوات العشرة الأخيرة من عملي كمستشار تحسين أداء للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وبناء على إطلاعي عن قرب لمنهجية قيادات الأعمال في الشركات والمؤسسات في الادارة واتخاذ القرار، و نتيجة لتواصلي المباشر بهم  عبر الزيارات أو أثناء تنفيذي لملتقيات سلسلة برامج تحسين الأداء والتي شارك فيها أكثر من ١٢ الف من التنفيذيين والملاك  كنت أكرر والفت الإنتباه في كل لقاء بالنصائح التالية:

  • ان الاحداث من حولنا متسارعة وتقلباتها فجائية. 
  • ان المخاطر والمنافسة مع مرور الوقت تزداد حدة .
  • ان منهجية الإدارة التقليدية لم تعد تناسب الزمان ولا المكان ولا حل إلا بتطبيق “منهجية الإدارة الدينامكية “.

وأكدت في توصياتي المستمرة والمتكررة بضرورة  [ تبني منهجية إدارة المخاطر ]  لتكون كطوق النجاة عند حدوث الازمات القادمة والتي ستكون فجائية ومتسارعة وذلك لضمان الاستقرار وإستدامة النشاط اثناء حدوثها وذلك بإتباع الارشادات التالية :

  • راقبوا عن قرب تطورات البئية الخارجية فالتغيرات فجائية وحادة.
  • العميل المستهدف بسبب تدفق المعلومات عبر شبكات التواصل الاجتماعي اصبح شديد الذكاء ويعلم انه سيد الموقف والوصول لقراره بالشراء لن يكون سهلا.
  • الاصرار على عدم التعلم من الاخطاء وتكرار نفس الاخطاء سيسرع من خطوات الخروج المبكر من السوق.
  • ان لم تخطط مسبقا للنجاح فمن الطبيعي ان تحصد الفشل.
  • الالمام التام بقواعد التخطيط المالي وادارة النقد بفاعلية ليس ترفا بل هو احد أهم ركائز استدامة ونمو الاعمال.
  • ان الاحتفاظ بنسبة من الارباح كاحتياطات تعزز وتقوى المركز المالي وتحمي المنشأة اثناء التعرض للأزمات.
  • القيمة المضافة والميزة التنافسية لا تتحقق الا من خلال فريق عمل محترف يتم اختياره بعناية وتطوير قدراته والاحتفاظ به لاطول فترة ممكنة .
  • الادارة الدينامكية هي المنهجية المناسبة للتحديات الحالية والمستقبلية.
  • واخيرا ممارسة تجارتك  في سوق مصنف انه عالي المخاطر يتطلب التخطيط المسبق لمعرفة حجم التعرض لتلك المخاطر والتخطيط المسبق لادارتها  حال حدوثها.

وبالأمس القريب ومع انخفاض اسعار النفط مطلع عام ٢٠١٥ وتبني الدولة لاستراتيجية التحول الاقتصادي ٢٠٢٠ ورؤية السعودية ٢٠٣٠ عانت كثير من المنشآت الصغيرة والمتوسطة نتيجة عدم الاستعدد او التأخر في مواكبة التطورات التي استجدت في البئية الخارجية لمواجهة  ااتحديات وأقتناص الفرص المستجدة ٫٫

واليوم تأتي جائحة كورونا لتضع جميع المنشآت الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في كل العالم على المحك وبالبلدي ( يا أبيض ياأسود)  بمعنى [ حان وقت القطاف ] فعندما تنقشع الغمة سيكون هناك [ فائزون وخاسرون ]

واما من صادف انه كان يخطط لاطلاق مشروعه خلال عام ٢٠٢٠ ولم يبدأ بالفعل فقد اتيحت له فرصة تاريخية ليرى بأم عينيه اسوء الظروف التي يمكن ان تواجه مشروعه الذي خطط لإطلاقه وهو في بر الامان ٫فأمامه الان فرصة لاعادة كل دراساته وتصوراته المسبقة عن السوق ومتطلبات النجاح ومنهجية الادارة التي سيطبقها ويجعل امام ناظريه الحديث النبوي (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).

بقلم المستشار/ سمير باعامر