في عصر يتسم بسرعة التحول من أوضاع مستقرة متعارف عليها إلى أوضاع مستجدة أفرزت معها تحديات تختلف جذريا عن سابقاتها, فإن نجاح المؤسسات يعتمد بالدرجة الأولى على مدى قدرتها وسرعتها في معالجة التعقيد الناتج عن هذه التحديات, وهذا بالتأكيد يتطلب معرفة كافة الجوانب المتعلقة بها. يُعنى التفكير الاستراتيجي بآلية جمع واستقراء المعلومات في إطار كافة العناصر, العوامل, والمتغيرات التي من شأنها أن تؤثرعلى أداء المؤسسة ونجاحها. كما تشمل عملية التفكير الإستراتيجي التطلع نحو المستقبل من أجل توقع الأحداث قبل وقوعها, التعرف على الإتجاهات الجديدة, وتحديد الفرص والتهديدات. إن التفكير الإستراتيجي يساعد رجال الأعمال, ليس فقط على معالجة التحديات بطريقة فعالة, وإنما على بذل الجهد في تصميم خطط استراتيجية تؤتي ثمارها في المستقبل, الذي يمكن وصفه بأنه أشد تعقيدا وفجائية مما نحن عليه اليوم. ومن هنا تتضح حساسية هذا النوع من التفكير وذلك لما له من أهمية بالغة في اتخاذ القرارات الإستراتيجية التي تتحكم بمستقبل المؤسسة ومصيرها.